شعر بعنوان مصير عربي

مصيـر عـربي<br><br> انتهِ من فنجان قهوتكَ الباردة‏ <br><br> ثمَّ اترك رجليكَ تحملانكَ إلى جحيمك الخصوصي‏ <br><br> مزِّيناً وجهكَ بالبسمات الزائفة‏ <br><br> صدرَكَ بالنياشين‏ <br><br> كلماتك بالحمد والشكر‏ <br><br> ثم تقدم أخيراً إلى نومك الذي ينتظرك‏ <br><br> لتسبح في بحيرة التماسيح..‏ <br><br> وعندما يقتحم الصباح غرفتك الخامدة‏ <br><br> تحطِّمُ المرآةَ بالتئاؤب الثقيل‏ <br><br> ـــــــــــــــــــــ‏ <br><br> *يقتلوكَ بعيون باردة‏ <br><br> - طيور اللقلق في أعالي الشجر‏ <br><br> والمرج البعيدة‏ <br><br> *أخبار الإذاعة والتلفزة‏ <br><br> تُقَنْبِلُ أعماقك المكشوفة‏ <br><br> - طيور اللقلق على ضفاف الأنهار‏ <br><br> تطارد الأسماك‏ <br><br> * تتنازل كسائر في نومه‏ <br><br> عن امتيازكَ البشري‏ <br><br> - طيور اللقلق تبدأ الهجرة إلى الشمال‏ <br><br> تحت الأعلام الزاهية‏ <br><br> تنطفئ جذوتك الداخلية‏ <br><br> فلا يبقى شيء من صمتك المتأجج‏ <br><br> وصراخك المكتوم‏ <br><br> وفي النهاية المطلقة‏ <br><br> لا تقول سوى: نعم‏ <br><br> بآليَّة المنعكس الشرطي‏ <br><br> للموت الغثِّ‏ <br><br> والاشارات الضوئية ،‏ <br><br> لعلبة المالبورو‏ <br><br> والأسلحة ذات البريق،‏ <br><br> لاختراق قوانين الطبيعة‏ <br><br> وانهيازاتكَ القومية..‏ <br><br> ـــــــــــــــــــــ‏ <br><br> تلجأ إلى هامش كحدِّ سيف:‏ <br><br> أَنْ تدخلَ أو لا تدخل دورات المياه العامة‏ <br><br> أن تلقي، أو تؤجل إلى اليوم التالي‏ <br><br> كيسَ الزبالة وروحكَ المشبوهة‏ <br><br> الخ..‏ <br><br> الخ...‏ <br><br> ــــــــــــــــــــــــــ‏ <br><br> تتراجع إلى الطرقات البعيدة‏ <br><br> تنكفئُ كذئب هرم‏ <br><br> كآلة مستهلكة‏ <br><br> وربما تقدر قبل أن تموت‏ <br><br> أن تطلق عواءَك الطويل الجريح‏ <br><br> على حياتك الضائعة‏ <br><br> وأحلامك المصادرة‏ <br><br> كأنك تخاطب أشجار الغابات المحترقة‏ <br><br> أعشاش طيور اللقلق الفارغة‏ <br><br> وشواهد القبور...‏